مذكــرات حمـــار

مـذكـرات حـمار .. في وطنٍ شرقي .









أتى صاحبي فجراُ , و فتح باب الحظيرة و كُنت للتو قد استيقظت على وقع خطواته المهمومة و همهمته الكئيبة , و قد أخذ لجامي بيده بعد أن وضع التبن و دلو الماء أمامي .. و قال لي : هيا تناول مما رزقك الله و اشكرني , نهقت مستنكرا , و قلت لنفسي : صاحبي هذا أحمق و ربما يحمل قدراً من الغباء لا بأس به .. كيف يطلب مني أن آكل و أشرب مما رزقني الله .. و من ثم أتوجه بالشكر له دون الله !! 



إيييه الله المستعان من هؤلاء البشر , يظنون أنهم شيء و هم لا شيء , إنهم يأكلون و يشربون على ظهورنا نحن معشر الحمير و لم يسبق أن طلب أحد منا عرفاناً بالجميل ! ثم كيف لهم أن يصفوا أحد أبناء جنسهم بالحمار إن كان به علة ما ؟؟! إن وصف الحمار يرفع من شأن الموصوف , و الأفضل أن يصفوا بطيء الفهم أو الأبله أو أياً كان بـ ( ابن آدم ) لأننا نحن الحمير نقول عن الحمار المعتل عقلياً .. يا ( بني آدم ) !



إتجهنا في المسير نحو الجبل , قاصدين أرض صاحبي البشري , و كلما مر صاحبي عن أحدهم شتمه و قال في أهله كلاماً قاسياً , و الأمر برمته مستهجن .. فلماذا يسلم عليهم و يسأل عن أحوالهم و يترك معهم السلام لبقية أفراد أسرهم و حين يتخطاهم ببضعة خطوات يكيل لهم بما يوقع جبلاً ؟! ها أنه الدجل و الرياء الذي أصادفه كل يوم .. و من ثم نكمل مسيرنا منخفضين مع الأرض نحو الوادي و نصادف حماراً صديقاً لي يمشي مع بشري يعرفه صاحبي .. 



توقف البشريان و تبادلا أطراف حديث تافه عن امرأة مزارعٍ أحواله ميسورة يعيش في نفس القرية , يتحدثون عن جمالها المبتدع , و يطعنون في أخلاقها .. فقلت للحمار الذي التقيته : قل لي يا ابن عمي .. هل سبق و سمعت صاحبك البشري يشتم صاحبي البشري .؟ 



فقال : إن أقل كلمة يقولها فيه .. يا أبن الزانية !

فقلت : و هذا أيضا ما أسمعه من البشري الذي أرافقه تجاه صاحبك البشري ! 



ضحكنا بسخرية تامة و أضفت قائلاً : لا أدري ما بال هذا الجنس .. بهم خصلة من الخسة و النفاق ما لا تستطيع وصفه أو حتى فهمه , تراهم الآن يتحدثون و يضحكون و يدعو كلٌ منهم الآخر لزيارة في البيت لتناول وجبة العشاء , بينما في أقرب فرصة اختلاء مع النفس يطحنون بعضهم .. تخطينا هذا الحديث التمثيلي بين صاحبي و صاحبه .. و استودعت الحمار ( ابن عمي ) , و ذهب كل منا في اتجاه , حتى نزلنا قرب نبع ماء دافق ,,, و قد تفجر من قلب صخرة في أسفل الوادي , كان العطش قد تمكن منا لشدة الحرارة , وقفت أنا أشرب من طرف النبع , بينما قفز صاحبي لوسط بركة الماء التي حاصرتها الحجارة قرب النبع , و بدأ يغطس و يلهو في الماء البارد , و قد أخذ يرشقني بالماء كرشق الحجارة ! ظناً منه أن الأمر سيطيب لي , لكن الأمر كان سيئا بالنسبة لي , فأنا كحمار لا أحب أن يغطي الماء رأسي , شعور سيئ أن تمتلئ أذناي و عيناي بالماء ... تباً لهذا البشري , أنه لا يرحم و لا يدع رحمة الله تنزل , فقمت بالابتعاد عن النبع دون أن آخذ كفايتي من الماء , وسط ضحكاته الساخرة و هو يردد : هييي أيها الحمار .. انك بالفعل حمار غبي .. من يكره الماء ؟ من يرفض أن يأخذ حماماً بارداً في هذا الحر الشديد ! 



و لو كنت أستطيع إفهامه بلغته البشرية , لقلت له : لو كنا أغبياء لما أمتدت سلالتنا حتى هذا الزمان ,,, لو كان أغبياء فلن ننجز لكم أعمالكم الشاقة و المستحيلة على بني البشر ... لكنها حكمة الله أن نسخر من أجلكم و لخدمتكم .. و الحمد لله .. و لا اعتراض على حكم الله ..!!



بعد هذه الجولة المائية , اتجهنا مكملين سيرنا نحو الجبل , كان المطلوب مني و برفقة صاحبي البشري أن ننظف الأرض من الحجارة و نجلب العيدان و الأخشاب للبيت , و قد حدث أن أفزعني فأر الحقل الذي مر أمامي فجأة , فقمت على قوامي الخلفية و أنا أنهق فزعاً , مما أشعل غضب صاحبي الذي خاف من حركاتي و النهيق الذي صدر مني .. و حين أكتشف أن الأمر بسبب فأر الحقل , قام بضربي بعصاه عدة ضربات على مؤخرتي , و هو يشتم ( أو يظن أنه يشتم ) يا حمار يا ابن الحمار .. ليأتي أجلك عاجلاً كي أرتاح منك , لقد أرعبتني و السبب مجرد فأر حقل ؟!!



تلك اللحظة بالنسبة لي كانت فاصلة , حاسمة , فقد بلغ بي الغضب أشده , و وددت لو أدوس وجه صاحبي بحافري , لكن الله ألهمني الصبر و كظمت غيظي علّي أكون من الصابرين المحتسبين , و أكملت عملي حازماً نفسي كي لا تتأثر بهذا التافه ( الآدمي ) , و بقينا طوال النهار في الأرض نجوبها و نحن نزيل الحجارة و نجمع الأخشاب , حتى بات قرص الشمس ملامساً للجبال البعيدة و قد أصبح لون الشفق أحمراً متخماً بالشؤم , راودني شعور مخيف , أحسست أن اللون الأحمر لأول مرة لا يعطيني شعوراً بالارتياح لحظة الغروب , ها نحن انتهينا من العمل و سوف نعود أدراجنا نحو البيت آخذين الطريق الوعرة لأنها الأقرب قبل هبوط الليل , و في الطريق المخيفة , أمسك صاحبي باللجام و أخذ يقودني بقرب الجرف الخطِر , و أخذنا نسير ببطيء شديد متوخين الحذر , و عند الانعطاف الأخير لطريقنا الوعرة , تقدم صاحبي أمامي ليفاجأ بحركة فأر حقل بين قدمه , ففزع مرتعباً قافزاً باتجاه الهاوية ! سقط صاحبي ميتاً في الأسفل , و أنا أنظر إليه أحاول فهم ما حدث ! لقد سقط مرتعباً بسبب فأر الحقل , أليس هذا هو سبب ضربه لي ؟ ضربني لأنني فزعت من فأر , أما هو المسكين فقد قفز إلى الهاوية خوفاً ! 



و إن تماشيت طوعاً مع مفهوم البشر عن الحمير ... فمن هو الحمار بيننا ؟؟؟!



أريد أن أكون حماراً ... أرجوكم !!

عُمر هذا النص يفوق الـ 3 أشهر .




عربيات ... خالدة . 





مثل الفيروزيات ... أو الكلثوميات .. 



قد أصبحت هذه المسميات تدل على أساطيرنا الفنية , فكلما تم تقديم شيء بهذا الاسم .. فيكون المقصود هو أن نسمع شيئاً لهذه الأسماء الكبيرة .



الشعوب العربية عادة ما تأخذها العاطفة و الحمية على أشياء غريبة , و سوف اصدق أي نبأ عن موت مشجعين عرب نتيجةً لمباريات كرة قدم , فقد مر علي في تاريخ متابعتي لهذه اللعبة الجماهيرية حالات كثيرة من هؤلاء الذين تصيبهم الجلطات أو السكتات القلبية , نتيجة الخسارة أو الفوز .







أصبحنا في عداد الجمادات .. فلا دين يحكمنا , و لا عادات و تقاليد تردعنا , و الأسباب تتعدد , و أثار التسميم الذي تم دسه في عروقنا العربية يظهر كل يوم بشكل جلي , أنني أستذكر عدة مباريات شاهدتها فكان فيها إصابات طفيفة و قتلى , كره .. حقد .. تمني الزوال للطرف الآخر ... إنها يا سادة عربيات أسطورية .. سوف تبقى تصرفات اسطورية لأجيال عربية تلاحقت و ما زالت .. في حقبة زمنية .. كل ما يميزها هو الإذلال و التفرقة و العبودية لغير لله .. فكرة القدم عبادة .. و الفن أيضاً أصبح يُعبد .. و المرأة ذات المعالم البارزة تُعبد .. كل شيء اتخذناه عبادة ... فهل لنا أن نكون شيئاً .. و نحن نترك الشيء و نركع للـ لاشيء ؟!!!



أعتقد أن صور الواقع أبلغ من كثرة كلامي ..







صفقة .. رابحة .. صفقة خاسرة .













أعترف أنني كنت من أكثر الداعين على قناة Art  بالسقوط , و قد استجاب الله للكثيرين من أمثالي , قناة الطمع و الجشع .. قناة الاستغلال .. هكذا هي من وجهة نظري رغم أنني أعلم أن كل شيء أصبح يحسب بالمادة , لكن هذه القناة الإعلامية فاق جشعها و فسادها داخليا الحد المطلوب .. و بما أن مقر الـ Art كان في الأردن , فأنني أعرف الكثير عنها .. و بما أن لي الكثير من الأصدقاء في الداخل فقد كنت مطلعاً على مجريات الأحداث فيها .. 



كيف لا ؟؟ و قد استلم أدارتها شخص أردني , جلب كل عائلته و أقاربه و معارفه و وظفهم فيها , بكفاءة أو بغير كفاءة , و حمّل هيكل القناة عبئاً كبيراً , حتى أن البعض في الداخل لا يعرف أصلا ما هي وظيفته ؟! و هو مختص بشيء , و لكنهم يجعلوه يمسك شيء آخر !



معدين .. محررين .. مقدمين أقل ما يوصفون بالتواضع في المجال الرياضي , بل أن الدائرة المسؤولة عن التوظيف فيها .. من كثر الدوائر التي التقيتها غباءً , فتخيل أن تذهب لتقابل من أجل وظيفة هناك .. فتكون الأسئلة على الشكل الآتي : 







ذكـاء انسان 



لو كان معك 9 تفاحات و معك أيضا 5 حقائب .. كيف تضع عدداً فردياً في الحقائب الخمس !

سؤال آخر كان : ما رأيك في الحزب الشيوعي ؟ 



سؤال آخر : إذا كان شروق الشمس في مدينة عمان الساعة السادسة صباحاً بالتوقيت الصيفي .. فمتى يكون شروق الشمس في مدينة عمان بالتوقيت الشتوي ؟ 



و أحد الأسئلة يقول : إذا ضربنا الرقم كذا في الرقم كذا و حاصل مجموعهما منقوص .. من العدد كذا !!



من الواضح أنها أسئلة قُصد بها قياس مستوى الذكاء لدى المتقدم للوظيفة ... لكن .. هل هكذا يقاس مستوى الذكاء و بهذه الأسئلة ؟؟ ثم ما علاقة هذا بالرياضة أصلا .. و هل لتكون خبيراً أو مطلعاً بالرياضة عليك أن تكون ذكياً حسابياً و بأحجيات الأطفال هذه ؟ 





ألا إني قد أبلغتكم ... 









تحياتي 





مشكورين على المرور

مشكوووووووووووور يا باشا

شكرا على الموضوع