بسم الله الرحمن الرحيم
أؤمن بأن المكان قد تغير بشكل كبير جدا عن ذي قبل والسبب يعود لعوامل زمنية وظرفية وتحولية عقلانية
فأرجوا ان تنال قهوتي الكلاسيكية على إعجابكم ورضاؤكم يا سادتي ..
مقدمةعندما تسمع بأن الفريق الفلاني قوي جدا لدرجة بأنه يستطيع الإطاحة بالخصوم بالصف الثاني والثالث
فهذا أمر يعكس مدى براعة وقوة الفريق بصفوفه وخطوطة وإدارته والكادر الفني بجميع أفراده
وهذا وارد في أندية كثيرة جدا كالريال والميلان والبرسا والمان يونايتيد والبفاري
إلا وأن ما ستراه الأن أمر قد لايتقبله العقل البشري في العادة
إلا وإنه قد أصبح واقعا وماضيا ساخطا حدث مع من يدعون بأن صفوفهم نارية وقادرة على الإطاحة بأي فريق آخر كان مستواه عال
الجراحُ لا تستطيع النيل من شموخ الألمان حقيقة عبرت عبر الأزمان لتحمل معاها أخبارا عديدة لا يمكن إخفاؤها أو إغفالها
فعندما تتذكر الجيش الألماني الجرار الذي إجتاح أوروبا عن بكرة أبيها وأوقف الإنجليز إلى حدود عاصمة الضباب لندن
يؤكد لك بأن تلك الجيوش الجرارة ما هي إلا أداة حربية فتاكة لا تعرف التوقف تحت أي موقف كان
فعندما تسمع عن كتيبتين شبه محطمتين .. يتقمصون ألوان الأصفر والأسود والأبيض والأحمر والبرتقالي ..
فلن يبتعد عقلك عن المانشافات والدورتموند
فكلاهما يحمل قصة مترادفتان خلال عام واحد فقط بين حدوثهما
كتيبة بروسيا دورتموند .. كتيبة إستطاعت أن تحصل لقب البطولة الأوروبية للأندية البطولة بحضور كبير ومميز لباقي أندية أوروبا
وللعلم بالشيء فإن التشكيلة الصفراء طغت عليها الأسماء الألمانية بنسبة هائلة حتى وإن كانت مفعمة بالإصابات !
الأمر لا يختلف عن أبطال أوروبا بتلك الأثناء .. فالمانشافات رغم تدهور أوضاعه قدم منتخب إستعراضي مميز
شبيه بأبطال العالم في المونديال الإيطالي .
2004 عام الفخرّ للصغار وعام النحس للكبارإبتدئ الفرق البيضاء والحمراء والزرقاء وحتى المقلمة بلونين أحمر بيضاوي مشاويرها في المحافل المحلية والإقليمية على حد سواء
ومع إبتدائهم لتلك المهام .. توجهت علب الإقتراع إلى تخمين وتحزير بطل واحد ومواجهة محددة بين فريقين
لن يقول أحدهما إنهما لن يكونا قويين
فالبعض تنبأ بمواجهة الريال للميلان , والأخر تنبأ بمواجهة اليوفي للبفاري والقوائم كثيرة جدا للإختيارات
ومع كل هذا وذاك ..
فإن إف سي بورتو الذي تذوق جميع ألوان الإهانة من الفريق الأبيض المتوهّج بنار العباقرة ريال مدريد
إستطاع وبفضل معجزة كروية خارقة ان يتفوق على فريق شياطين إنجلترا المان يونايتيد حتى وبعد إن سيئت بهم الأحوال بإصابة أفضل مدافعيهم
ومع ذلك إكتفى السير أليكس فيرجسون بإبقاء لويس ساها الخطير في تلك الأثناء على دكة البدلاء
فكان الخروج من نصيب الحمر دون إستثناء ..
الأمر الأكثر غرابة وجود لاعب إسباني يسجل هدف تسبب في خروج ناديه السابق ريال مدريد الفريق الأكثر روعة بتلك السنة !
ليتقابل الأزرق والأحمر البيضاوي
في النهائي لتكون كلمة الحسم لفريق التنين الأزرق
الذي لم يتوقع أكثر من 5% من جماهير أوروبا حسب تلك الإستفتاءات من وصول فريقها لكأس البطولة
فأي حظ حالف التنين البرتغالي وأي نحس عاند الفريق الإسباني
قلت في البداية أنه عام نحس للكبار ونقيضه للصغار
فبنفس الفترة الزمنية وبعد الأبطال ببضعه أسابيع
إستطاع ضيوف البطولة الضعاف جدا المكنييون باليونان
من هزم أصحاب الأرض في بداية المشوار وحتى في نهاية المشوار
يُقال بأن الحظ قد حالف اليونانيين بعدما أن أطاحوا بحامل لقب البطولة السابقة الفرنسيين
وأقوى فريق فنيّ حسب وجهة الأغلبية الساحقة ,, التشيك بقيادة نيدفيد وزملائه
إلا أن بعد معاينة المباريات مرارا وتكرارا ومعاينة أداء اليونان
نكتشف أن الفريق اليوناني تمتع بقيادة خط دفاع فولاذي وحارس فذ وهجوم جيد يقتنص الفرصة السانحة حتى لو كانت الفرصة الوحيدة بالمبارة .
إحترام الواقع لابــد مــنــه يا روح الـبـلانــكــوتعدد الكلمات الإطرائية تجاه قائد مدريد الأول على الإطلاق راؤول غونزاليس بلانكو
الذي يبدو بأنه تفوق على جميع أساطير الريال بما فيهم دي ستيفانو العجوز ذوي الجنسيات المتعددة ..
حقيقة لا يمكن للعقل الكروي أن يصف ما قدمه راؤول من عطاءات لا يمكن إجحافها أو إهمالها أو حتى الإغفال عنها وتناسيها
فراؤول ورغم تقدمه بالسن وتراجع مستواه لأكثر من 6 أعوام قاب قوسين أو أدنى من الوصول لخط النهاية
فخط النهاية الأول قد إنتهى منه وإرتاح القائد الكبير
والخط الأبيض يجب أن ينهيه في قمة عطائه أو في قمة تتويجات الفريق الملكي بدوري الأبطال الأوروبي
راؤول لم يعد راؤول هذه حقيقة يقرّ بها القاصي قبل الداني
بنو قاطلونيا وبنو الباسك وبنو الأندلس وغيرهم وغيرهم .. حتى تصل الأمور لأبناء العاصمة أنفسهم
يقرّون بهذه الحقيقة المرّة
فراؤول التسعينيات وبداية الألفية الجديدة ليس هو راؤول منتصف العقد الصارم
بل هو شخص يُعتقد بأنه روح البلانكو
وما هو بحقيقته إلا شخص نالت منه الإجهادات والمشاركات المستمرة والضغوط الواقعة عليه ..
قد يتألق الرجل لبعض الأوقات وهذا لا ينكره أحد
إلا أن على روح البلانكو لزاماً أن يترك المجال للآخرين ويعلق قميصه مع أقمصة الأساطير
فأن يترك الأبيض رافعاً رأسه بأفضل ما يمكن أن يقدمه هذه العام
خيرٌ له من أن يعانق مقاعد البدلاء لسنوات ولسنوات ..
فهل سيتحلى مصارع الثيران بالشجاعة ويترك بساط المصارعين لفتى ذهبي آخر يا ترى ؟! .
أسماء تفتخر بتاريخ سحيق .. وحاضرٍ آليم نقطة يتناساه الكثيرون ممن يعشون هذه الأسماء
الإرغواي , الأرجنتين , إنجلترا , ليفربول , فالنسيا , العربي الكويتي وغيرهم الكثيرين ..
فعندما نتذكر أصحاب بطولة العالم في قلب الماراكانا الإرغواي
والتي خطفت الفوز بأخر اللحظات باتوا الأن لأكثر من عقود يعانون من مسألة تكرار إنجازاتهم التي أحدثوها في العصور الغابرة ..
فالحقيقة نفسها تنطبق على راقصي التانجو الذين لم يتذوقوا بطولتهم التقليدية المعروفة بالكوبا لأكثر من سبعة عشرة بطولة ( يا خيبة
)
والأمر مطابقٌ تماما للأسود الثلاث أصحاب النجمة الوحيدة والتي دائماً ما تُسمى بالبطولة المسروقة
فرغم وجود محنّك إيطالي بالجوار إلا أن حماقات الإنجليز لا تكاد أن تخلو في أي عرس كروي ينضمون إليه
أما بالنسبة لعملاق إنجلترا على المستوى القاري فهو الأن يعاني من عظمة فريق الشياطين الحمر الذي سحب البساط من قدميه منذ وقت بسيط
ويبدو بأن البساط الأوروبي قاب قوسين أو أدنى أيضا من أن يسحب من قديمه
وعشاق الريدز الأن يمنّون النفس بتكرار إنجاز 2005 لعل وعسى أن يؤخروا قدر فريقهم المحتوم ..
أما فريق فالنسيا فهو الأخر لايختلف كثيراً عن ليفربول
وعن العربي الكويتي الذي لم يشمْ رائحة بطولات الدوري الكويتي لأكثر من تسع أعوام حاله مشابه لحال تلك الفئات المذكورة ..
فمن الصعب أن يتقبله عقلك أن تجد منتخبا أو ناديا يعاني الصعاب والمصائب ويحرز الألقاب !
ومن الصعب أن يتقبله عقلك أن تجد فرقاً لا خريطة لها في عالم العراقة والبطولات العالمية يصعد على أكتاف العمالقة دون إستثناء !
ومن الغريب أن تجد لاعباً أسطوريا ورائعا في ريعان شبابه وفي متوسط عمره لا ترى ذلك الإبداع !
أما بعض المهلهلون والمطبلون لأخر ما ذكر أسماؤهم .. فغريبٌ امرهم إعجابهم بفرق لاتحمل سوى التاريخ القديم
ولاتملك إلا الحاضر الأليم ..!
وأقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم
وأصلي على خاتم المبعوثين رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين